أتاحت ثورة الليزر الكثير من التسهيلات الطبية الجراحية للمرضى والأطباء على حدٍ سواء، إذ يمكن معالجة الكثير من حالات الحصى الكلوية بالتفتيت بالليزر. هذه التقنية هي عبارة عن تدخّل جراحيّ محدود، تجرى باستخدام منظار الحالب والذي يتم إدخاله من فتحة الإحليل وصولًا إلى المثانة ثم الحالب إلى الكلية حيث توجد الحصى. تستخدم هذه الطريقة منبعًا ليزريًّا يركز حزمة من أشعة الليزر باتجاه الحصى وتفتيتها.
تتكون حصى الكلى من أملاح ومعادن تتبلور مكونةً حصى صغيرة تتفاوت في حجمها، يمكن أن تكون بحجم حبيبات الرمل أو كبيرة بحجم كرة الغولف. تتشكل هذه الحصى نتيجة لاضطراب في مستويات السوائل والأملاح والمعادن وبعض المركبات الأخرى في البول، ويعد المسبب الأساسي لذلك هو عدم استهلاك كميات كافية من السوائل. قد تبقى الحصى داخل الكليتين أو قد تتحرك إلى خارج الجسم بواسطة الجهاز البولي.
في معظم الأحيان لا تظهر أعراض حصى الكلى في حال كانت في الكليتين، لكنها تسبب ألمًا مفاجئًا حادًا عند تحركها إلى خارج الكليتين باتجاه المثانة. لذلك، يجب عليك التوجه لتلقي العلاج الطبي الفوري في حال ظهور أيّ من الأعراض التالية:
يقول الدكتور عدنان الغزو، وهو استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية وأمراض الذكورة وتأخر الإنجاب الذكوري وأورام الجهاز البولي، والذي أجرى أكثر من 11000 منظار لولبي وعادي لإزالة الحصى بالليزر، أنّ تنظير الحالب قد شهد على مدى السنوات العشر الماضية تطورًا هائلًا، بسبب التحسينات في حجم منظار الحالب وقدرات التصوير بالفيديو، واستخدام السلال والأدوات الصغيرة، وظهور ليزر الهولميوم. حاليًا، أكثر من ٢٥٪ من جميع جراحات حصى الكلى تتم باستخدام الليزر عبر منظار الحالب.
يعتبر هذا الإجراء بديل عن تفتيت الحصى بالموجات الصادمة خارج الجسم، وثبت أن تفتيت الحصى بالليزر فعّال بصرف النظر عن حجم الحصاة أو موقعها وصلابتها، في حين أنّ هذه العوامل تحد من فعالية تفتيت الحصى بالموجات الصادمة.
كما يمتاز تفتيت حصى الكلى بالليزر بمعدلات نجاح مرتفعة، وهو خيار جيد وآمن عند المرضى الذين يعانون من حصى كلوية متعددة، أو الذين يتناولون المميعات الفموية وبالتالي يقلل من معدل الاستشفاء وخطورة العمل الجراحي
هناك بعض المضاعفات المحتملة لهذه العملية، فقد يعاني حوالي ٥٠٪ من المرضى الذين خضعوا لتنظير الحالب من ألم الدعامة، وهي الشكوى الأكثر شيوعًا. بالإضافة إلى ذلك، قد تحصل إصابة الحالب أثناء التنظير، أو تضيق الحالب وهو تشكل نسيج ندبي داخل الحالب، أو الإنتان والبيلة الدموية.
أما من أكثر المضاعفات التي يُخشى منها، فهي انفصال الحالب ويعني الانقطاع الكامل للحالب من الكلية. لكن وباختيار الطبيب ذي الخبرة الكبيرة في هذا المجال والذي سيستخدم مناظير حالب صغيرة مناسبة، فإن هذا الاختلاط نادر جدًا.