الخصية الهاجرة
الخصية الهاجرة أو الخصية المعلقة هي من أكثر العيوب الخلقية التي تصيب الأعضاء التناسلية الذكرية شيوعًا. وتعرّف بغياب وجود خصية واحدة على الأقل في مسكنها ضمن كيس الصفن. يمكن أن يصيب هذا الخلل الخصيتين معًا، أو خصية واحدة فقط (الخصية اليمنى بشكل أكثر شيوعًا). تتواجد هذه الخصية الهاجرة إما عالقة ضمن مسار نزولها في القناة الأربية. أو في جوف البطن، أو يمكن أن تكون غائبة تماماً، فتكون بالتالي أكثر تعرضًا لحدوث الإنفتال أو الفتق الأربي.
سوف نتعرف في هذا المقال على كل ما يخص علاج الخصية الهاجرة التي يقدمه الدكتور عدنان الغزو. استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية وأمراض الذكورة وتأخر الإنجاب الذكوري وأورام الجهاز البولي، بخبرةٍ تزيد عن 21 عامًا في هذا المجال.
تعد الخصية الهاجرة أكثر شيوعًا عند المواليد الخدج الذين يولدون قبل الأوان. ويعزى السبب في ذلك غالبًا إلى أنّ الخصيتين لا تهبطان من منطقة البطن لتستقرا داخل كيس الصفن إلا مع بلوغ الحمل عمر 32-36 أسبوعًا. فإذا ولد الطفل قبل ذلك فإن احتمال ولادته بخصى هاجرة يكون أكبر.
فالمحور النخامي الوطائي الطبيعي والغدد التناسلية الطبيعية هي شروط أساسية لنزول الخصية الطبيعي إلى كيس الصفن.
العرض الأكثر وضوحاً هو ولادة طفل بكيس صفن يخلو من إحدى الخصيتين أو كليهما. وفي حالات نادرة، قد تصاب الخصية الهاجرة بالإنفتال مما يسبب ألماً حاداً في منطقة العانة عند المصاب وتستدعي هذه الحالة تدخلاً جراحياً عاجلاً بغية علاج الخصية الهاجرة.
العرض الأكثر وضوحاً هو ولادة طفل بكيس صفن يخلو من إحدى الخصيتين أو كليهما. وفي حالات نادرة، قد تصاب الخصية الهاجرة بالإنفتال مما يسبب ألماً حاداً في منطقة العانة عند المصاب وتستدعي هذه الحالة تدخلاً جراحياً عاجلاً بغية علاج الخصية الهاجرة.
الاضطرابات النفسية:
لا تزيد الخصية الهاجرة من معدل حدوث اضطرابات الهوية الجنسية ومعدل الخنوثة. لكن يهدف العلاج الجراحي المبكر إلى تجنيب الطفل اضطراب الصورة الذاتية وتدني احترام الذات مستقبلاً. ولذلك من المهم جدًا عدم التأخر في علاج الخصية الهاجرة.
يمكن تشخيص أغلب حالات الخصية الهاجرة بالفحص الجسدي الدقيق لكيس الصفن عند المولودين حديثاً. وفي بعض الأحيان يكمن التحدي التشخيصي في تأكيد غياب أو وجود الخصية وتحديد مكانها ويتطلب ذلك إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو الجهاز المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي. وأيضاً، يمكن إجراء الفحص الهرموني بمعايير الهرمون المضاد لموللر (AMH) كتأكيد على وظيفة الخصيتين.
يمكن استخدام الهرمونات في علاج الخصية الهاجرة في الحالات المرتبطة بمتلازمة برادر-ويلي والأطفال الرضع الذين يعانون من توتر عضلي منخفض. وذلك لتجنب التخدير العام عند هؤلاء الأطفال المعرضين لخطر كبير للإصابة بمرض تنفسي شديد.
يتم العلاج بإعطاء سلسلة حقن من موجهة الغدد التناسلية (HCG). ثم إعادة تقييم الخصية الهاجرة. سيؤدي هذا العلاج لاستجابة خلايا ليدغ الخصوية ويحفز نموًا إضافيًا للقضيب (الصغير نسبياً). بسبب ارتفاع مستويات هرمون التستوسيترون. من إيجابيات العلاج الهرموني، أنّه أقل تكلفة من الجراحة وفرصة حدوث المضاعفات قليلة. أما من سلبياته، فهو أنّ الاستجابة للعلاج منخفضة، كما لا توجد أدلة كافية على فعالية العلاج على المدى الطويل.
يوصي الدكتور عدنان الغزو باستخدام الجراحة في علاج الخصية الهاجرة في وقت مبكر، خلال ٦ أشهر من العمر، وذلك لضمان نمو الخصية وتحسين فرص الخصوبة. يمكن إجراء العمل الجراحي بطريقتين أساسيتين كما يلي:
يتم غالبا إجراء جراحة مفتوحة إذا كان بالإمكان تحسس الخصية في القناة الإربية، حيث يتم إحداث شق واحد فوق كيس الصفن وصولاً إلى جوف البطن، ثم يقوم الجراح بإنزال الخصية من القناة الإربية إلى كيس الصفن ويقوم بتثبيتها داخل الكيس لمنع تحركها مستقبلاً.
قد ينضوي العمل الجراحي على بعض المضاعفات مثل إصابة الحزمة الوعائية وضمور الخصية، أو فشل الجراحة وصعود الخصية. لكن، وكلما طالت مدة بقاء الخصية الهاجرة ضمن البطن، ازداد فقدان الخلايا المنتشة وازداد معدل حدوث العقم، لذلك يبقى العلاج الجراحي بتثبيت الخصية المبكر ضمن كيس الصفن هو العلاج القياسي المعتمد في علاج الخصيه الهاجره من قبل جراحي المسالك البولية.
في النهاية يمكن القول أنّ التعاون الوثيق والتواصل بين الأهل وأطباء الأطفال وجراحيّ المسالك البولية سيؤدي إلى نتائج أفضل في العلاج، ويجنِّب الإجراءات غير الضرورية، ويمكّن من اختيار الوقت المناسب والأمثل للعلاج الجراحي.